جويتي لالشانداني، نائب الرئيس والمدير العام الإقليمي لشركة IDC الشرق الأوسط وتركيا وأفريقيا
تم إعادة تقييم الرئيس التنفيذي لتقنية المعلومات خلال السنوات الأخيرة، وظهرت العديد من المفاهيم بشأن التطور الذي يجب أن يحدث في دور الرئيس التنفيذي لتقنية المعلومات. ومن بين المفاهيم التي تم تقديمها أن اسم الرئيس التنفيذي لتقنية المعلومات يجب أن يصبح الرئيس التنفيذي للابتكار. وكشفت دراسة أجرتها IDC للأبحاث أخيراً أن 69% من الرؤساء التنفيذيين لتقنية المعلومات يتوقعون أن تتطور وظيفتهم بحلول عام 2017 ليصبحوا الرؤساء التنفيذيون للابتكار، وهناك 27% منهم ينظرون إلى أنفسهم من هذا المنظور في الوقت الحالي. إذاً، كيف يمكن تحقيق ذلك؟
يتطلب تحويل هذا الطموح إلى واقع حشد الجهود من جانب الرئيس التنفيذي لتقنية المعلومات، وبخاصة في ظل الوضع الحالي للابتكار في تقنية المعلومات بمعظم المنشآت. ويواجه الرؤساء التنفيذيون لتقنية المعلومات الذين قاموا بمحاولات لقيادة التغيير في مجال الابتكار يواجهون الخوف من الفشل، حيث أن 24% من مشاريعهم للابتكار لم تحقق النجاح المطلوب، وما تزال 58% من إدارات تقنية المعلومات تعمل على تطوير وإدارة أفكار مبتكرة بشكل عشوائي أو حينما تسنح الفرصة، ومن الضروري تغيير هذا الأسلوب.
ويشكل تعريف دور الرؤساء التنفيذيين لتقنية المعلومات الذي يجب أن يلعبونه في عملية الابتكار بشركاتهم أحد أهم القضايا التي يتوجب عليهم بحثها. ويجب أن يبدأ الرؤساء التنفيذيين لتقنية المعلومات بمجرد تحديد ذلك الدور في السير عبر طريق طويل من أجل تأسيس عملية الابتكار في تقنية المعلومات وتغيير ثقافة تقنية المعلومات والمشاركة بفاعلية في تعزيز تواجد المنشأة وضبط إيقاعها وأسلوبها نحو الابتكار.
ويمكن للمنصة الثالثة، والتي تشمل الحوسبة السحابية وتقنيات الاتصالات المتنقلة والبيانات الكبيرة/التحليلات، أن تساعد في هذا الخصوص، حيث أنها تتيح فرصاً هامة لتنمية الابتكار في الأعمال. وفي ظل تزايد أنشطة المنشآت على وسائل التواصل الاجتماعي والتقنيات المتنقلة والتحليلات، فإنها ستتمكن من ابتكار حلول جديدة تمكنها من خدمة عملائها بشكل أفضل وإدارة عملياتها بكفاءة أعلى.
ومن بين أمثلة حلول المنصة الثالثة هناك مراقبة المرضى من على البعد، المباني الذكية، المقاييس الذكية، أنظمة المواصلات الذكية، أنظمة الأساطيل، عروض التجزئة داخل المتاجر، تتبع الأغذية، الصيانة، والخدمات الميدانية. وتقوم الشركات بشكل متزايد بالعمل عبر المنصة الثالثة، حيث سيمكنها ذلك من ابتكار الكيفية التي تتيح لها التفاعل مع العملاء وتحديد سرعة توصيل منتجاتها وخدمات إلى العملاء، ومستوى الثقة في عملياتها، ومرونتها تجاه تغييرات السوق.
إن هناك إمكانية حقيقية للرؤساء التنفيذيين لتقنية المعلومات لدمج أنفسهم وإداراتهم في عملية الابتكار بمنشآتهم، إلا أن عليهم في بادئ الأمر ضبط عملياتهم الخاصة بهم لجعل هذا التحول سلساً بقدر ما يمكن. وعند تطور معظم إدارات تقنية المعلومات فإنها ستكون بحاجة لتحديد أفراد تقنية المعلومات المرتبطين بالابتكار، وهي عملية واضحة تهدف إلى تطوير الأفكار ومجموعة من خدمات الابتكار في مجال تقنية المعلومات التي بمقدورهم تقديمها للشركة.
ويتطلب تحفيز الابتكار في تقنية المعلومات التحرك في جهات متعددة. وهناك بعض الأساليب أكثر دقة وتماسكاً عن غيرها، وذلك مثل تخصيص ميزانيات للابتكار، وإقامة مراكز ابتكار، وتحرير الموارد في إدارات تقنية المعلومات بما يمكن من التركيز على الابتكار في العمليات. وتجدر الإشارة إلى أن استحداث ثقافة الابتكار داخل إدارة تقنية المعلومات تعتبر من أصعب الأمور.
من الضروري بدء ثقافة الابتكار من قمة الجهاز الإداري، أي ابتداءً من الرئيس التنفيذي لتقنية المعلومات، إلا أن الابتكار يجب أن ينتشر عبر كافة إدارة تقنية المعلومات لكي يصبح فعالاً. ويعمل نصف الرؤساء التنفيذيون لتقنية المعلومات الذين شاركوا في استبيان IDC على مستوى العالم على غرس مفهوم أن الابتكار يشكل جزءً من وظيفة كل فرد من أفراد الفريق، وهذا الأسلوب أفضل من مجرد من تخصيص مجموعة محددة من موظفي تقنية المعلومات للقيام بمهام الابتكار، وذلك لأن الأفراد الذين لا تشملهم مجموعة الابتكار لن ينظروا إلى الابتكار باعتباره جزءً من مهام وظيفتهم، مما يجعل من غرس الابتكار في كافة نسيج الإدارة أمراً بالغ الصعوبة.
وعلى المدى المتوسط فإنني أنصح الرؤساء التنفيذيين لتقنية المعلومات بتحديد أهم أفراد تقنية المعلومات المرتبطين بمبادرة الابتكار، وفي الوقت نفسه التأكد من مشاركة كافة أفراد الإدارة في تلك العملية. ويجب أن يتم حشد موارد تقنية المعلومات مع موارد الشركة من أجل الابتكار، كما يجب التخلي عن الأسلوب العشوائي الذي تتبعه العديد من المنشآت في الوقت الحالي. ويعني ذلك تطبيق عملية لتطوير الأفكار ووضع مجموعة من خدمات الابتكار في تقنية المعلومات التي يمكن لإدارة تقنية المعلومات توفيرها للمنشأة. ولتحقيق تلك الغاية سيكون مفيداً أن يقوم الرؤساء التنفيذيون لتقنية المعلومات بتحديد المورد التقني الرئيسي ليشارك في الابتكار، وذلك لأن البائعين يقدمون بعض من مراكز الابتكار المتطورة التي للرؤساء التنفيذيين لتقنية المعلومات الاستفادة منها.
أما على المدى البعيد فإنني أشجع على تأسيس مختبرات ابتكار داخلية على مستوى الإدارة، كما أنه من الضروري استمرارية التدريب والرعاية المطلوبين لغرس ثقافة ابتكار حقيقية داخل تقنية المعلومات. وعندما تصبح ثقافة الابتكار موجودة بالإدارة، فإن النتائج المرجوة ستتحقق، وهو أمر يجب أن يسعى الرؤساء التنفيذيون لتقنية المعلومات لتحقيقه دون كلل أو ملل لكي يصبحوا رؤساء تنفيذيين للابتكار.
المصدر aitnews.com
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق